بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير الأنام محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين. تحت عنوان” تعليمنا لن يتوقف” اطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اسم دفعة تخرج هذا العام متحدية بذلك الصعاب والعوارض التي يمر بها العراق. ان التحديات التي نعيشها جميعنا تتطلب منا تقديم عطاء” حقيقيا غير مشروط، يأتي من كونه فعلًا واعيا نابعا من القلب و خارجا عن كل الحسابات الضيقة و القصيرة النظر. السيدات والسادة اعضاء هيئة التدريس والموظفون المحترمون لمناسبة اليوم العالمي للتعليم في 24 كانون الثاني وهو اليوم الذي يضطلع به التعليم في تحقيق السلام والتنمية ، تحت عنوان ” أنعاش التعليم وتنشيطه لدى الجيل الذي يعاني من جائحة كوفيد – 19″ أدعوكم بما دعتنا به وزارتنا الموقرة الى الارتقاء بالمسؤولية الاجتماعية ونحن نواجه مخاطر الارهاب والجائحة وان لا نزداد الا اصرارا وتفانيا في ان نتكاتف جميعا لتقديم اقصى مراتب العطاء متوكلين على الله اولا وعلى أنفسنا ثانيا. واضعين نصب اعيننا ان خدمة ابنائنا الطلبة وخدمة مجتمعنا لا بد ان يكون هدفنا الاول اذ يعد ذلك مؤشرا و مقياسا لمدى تقدمنا ويجب ان نستمد اخلاقنا المهنية من جواهر ديننا الحنيف والقيم الانسانية النبيلة لنصنع قيم الإيثار ونمثلها كسلوك في افعالنا لنكون قدوة للآخرين من خلال تطبيق معنى التزام الأستاذ والموظف وكذلك الطالب تجاه كليته، ذاك الالتزام الذي يشمل مجموعة كبيرة من المواقف الإيجابية وتقديم جهود مضاعفة من أجل تحقيقه، من خلال مواصلة التعليم وابداء اقصى درجات التفاني في استيعاب الطلبة وتذليل عقبات المرحلة الراهنة امامهم وجعل ضمان مستقبلهم ونجاحهم مرتبط بنجاح اداء هذه المؤسسة التعليمية. وهذا يساهم من المشاركة الإبداعية للموظفين من اساتذة وطلبة، من خلال توليد أفكار جديدة وعملية وحل المشكلات بطريقة إبداعية. ونشدد هنا على الدور الريادي للمثقّفين بمختلف أصنافهم من مفكّرين وجامعيّين وأساتذة – باحثين وغيرهم – في عملية بناء مجتمع صالح متماسك متطور يسوده الأمن والسلام والمحبة، يبدأ فيه دور المثقفين الفاعل في توعية أفراد المجتمع، ونشر الروح الوطنية والإنسانية والمساعدة في نمائه وتطوره مع الاهتمام والرعاية لفئة الشباب وجعلهم طرفًا فعّالاً في عملية التنمية الشاملة على أساس أن الأوطان هي أوطان شابة عنوانها التطوير والتحديث وتحتاج إلى غرس بذور الثقافة الوطنية ونقل الصورة الحقيقية لمعنى الوطن وأهميته في حياة الشعوب ليكون مفهوم الوطنية محورًا جوهريًا لأبناء الوطن والركن الأساس الذي نلتقي عليه وتذوب فوقه كل الفوارق والتفاوتات الفكرية والثقافية والاجتماعية. ادعو الجميع للعمل بروح الفريق الواحد فلا أحد ينكر أهمية امتلاك مهارات العمل الجماعي نظرًا لكونها مفتاحُا أساسيًا للنجاح في أغلب مجالات الحياة والعمل، ومع ذلك فالعمل بروح الفريق هو تحدّ بحدّ ذاته ويتطلّب مجهودًا كبيرًا حتى يتحقّق وكما يجب على كلّ فرد من الفريق أن يحاول تطوير نفسه ليكون أفضل ما يكون وهذا الأمر الذي يؤدّي إلى تطوير الفريق كاملاً ومن ثمّ تطوير المؤسسة وبالتالي سينعكس ايجابا على تطوير المجتمع . نحن امام خيار حقيقي بالتغيير، تغيير نحو حياة افضل وهذا يأتي من مسؤوليتنا الكبيرة تجاه الانتخابات القادمة التي تتطلب منا موقف موحد في اختيار الكفاءة والنزاهة والوطنية . وهذا كله سوف يخلق اجواءا ايجابية نحو تعلم رصين ينصب في خدمة مجتمعنا اولا وفي خدمة الانسانية التي تنتظر منا ادوارا كبيرة نحن افراد الاسرة التعليمية اساتذة وموظفين على حد سواء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


الاستاذ المساعد الدكتور
ليث شاكر رشيد القرعاوي عميد كلية الهندسة